آلاء يوسف وأحمد السعدني ومحمد الكميلي
نشر في:
الأحد 9 نوفمبر 2025 – 12:46 م
| آخر تحديث:
الأحد 9 نوفمبر 2025 – 12:46 م
• نادر إبراهيم: يجب التنويه عند استخدام الذكاء الاصطناعي في أي منتج صحفي
• أحمد سمير: أدوات الذكاء الاصطناعي تساعد الصحفيين في الوصول إلى البيانات والإحصاءات الضخمة وتبسيطها
• منى عبدالمقصود: الذكاء الاصطناعي ساهم بشكل كبير في الكشف عن الأدلة المتعلقة بمجازر حصلت في كثير من الدول
أجمع خبراء وإعلاميون، على أن الذكاء الاصطناعي بات واقعا لا يمكن تجاهله في العمل الإعلامي، لكنه يفرض في الوقت ذاته تحديات مهنية وأخلاقية كبيرة، إذ شدد البعض، على ضرورة ضبط استخدامه داخل المؤسسات الصحفية، وأكد آخرون، أن هذه الأدوات تمثل فرصة مهمة للصحفيين المستقلين في جمع البيانات وتحليلها وإنتاج محتوى أكثر عمقًا.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في جلسة أدارها الإعلامي همام مجاهد مذيع بقناة إكسترا نيوز تحت عنوان: «إلى أي حد نستطيع أن نثق في الذكاء الاصطناعي» ضمن فعاليات اليوم الثاني من النسخة الثالثة من «منتدى مصر للإعلام».
وقال نادر إبراهيم، صحفي فيديو بـ”نيويورك تايمز”، إن استخدام الذكاء الاصطناعي في سياستنا التحريرية ممنوعة، لكن ممكن استخدامه في التلخيص والبحث.
وأضاف “إبراهيم”، أن الوقت الحالي يوجد أدوات للذكاء الاصناعي لصناعة الصور والفيديوهات، وبشكل عام لو تم استخدام الذكاء الاصطناعي في أي منتج صحفي لابد أن يكتب على المحتوى أنه مصنوع باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأكد ضرورة عدم استخدام الصحفي لأدوات الذكاء الاصطناعي، في صناعة خبر أو تجميعه، إذ لابد أن يصنع الخبر بنفسه.
وقال الصحفي المستقل، أحمد سمير، إن أدوات الذكاء الاصطناعي تساعد الصحفيين المستقلين في الوصول إلى البيانات والإحصاءات الضخمة وتبسيطها؛ لإنتاج محتوى جيد.
وأضاف “سمير”، أن التوزيع الجغرافي والموقع يسهمان في إنتاج هذه الأدوات لنصوص وصور تتماشى مع السرديات والروايات التي يتم تداولها في هذا المكان أو الموقع، وهو ما ظهر خلال الحرب في قطاع غزة، فحينما كان يتم إدخال بيانات تتعلق بفلسطين كان ينتج محتويات مختلفة عن تلك التي تتعلق بإسرائيل.
وأشار إلى أن الصحفي يكون أكثر اهتماما باستخدام أدوات قادرة على إنتاج محتوى جيد يساهم به في توصيل المعلومة الموجودة لديه، لافتا إلى أنه كلما كان هناك أدوات مستحدثة في تقنيات الذكاء الاصطناعي كلما كانت قدرة الصحفي على توصيل وإنتاج محتوى صحفي إبداعي كبيرة.
وتابع: “يجب أن تكون وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية قادرة على التكيف مع هذه التغيرات المتلاحقة في المجال التكنولوجي”.
ومن جهتها، قالت المدربة والخبيرة الإعلامية، منى عبدالمقصود، إنه لا يجب الثقة في أدوات الذكاء الاصطناعي، التي يقوم جزء كبير من إنتاجها على التحيز وعدم الحيادية.
وأضافت “عبدالمقصود”، أن الثقة في أدوات الذكاء الاصطناعي تكاد تكون معدومة، على الرغم من قدرتها في الوصول إلى معلومات جديدة لم تكن على علم بها من قبل.
وأشارت إلى أن العديد من طلبة الجامعات لديهم معرفة بأدوات الذكاء الاصطناعي ولكن ليس لديهم ثقة فيها لأنهم يرون أنهم يتمتعون بقدرات ومهارات إبداعية قادرة على خلق إنتاج محتوى مبتكر.
وأوضحت أن الشباب هم الفئة الأكثر تخوفا من هذه الأدوات، ربما يكون ناتجا عن ما يتم تداوله بأن هذه الأدوات ستحل محلهم في المستقبل.
ولفت إلى أن الجمهور لم يعد يهتم بمصدر المعلومة كما كان الحال في الأجيال السابقة، التي كانت تبحث عن المصدر بدقة، مشيرة إلى وجود انفصال بين الخبر ومصدره، وما يوفره ذلك من إمكانية للصحفي للتحقق من المعلومات.
وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي ساهم بشكل كبير في الكشف عن الأدلة المتعلقة بمجازر حصلت في كثير من الدول، مثل مجازر الفاشر في السودان، من خلال استخدام خرائط جوجل، مشيرا إلى ضرورة الاستفادة من هذه التقنيات مع الإشارة إلى أن غالبية هذه التقارير منشورة في مؤسسات أجنبية وليس عربية.
وكشف عن أهمية توطين وسائل الذكاء الاصطناعي بما يخدم الناس، مع مراعاة أهمية واستراتيجية المواطن والإعلام، موضحة أن الولايات المتحدة تمتلك أكثر من 50% من إمكانات الذكاء الاصطناعي، بينما تملك الصين إنتاجًا ضخمًا، والهند كذلك، مشددة على أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي أصبح قضية أمن قومي.
واعتبرت أن الجيل الحالي رقمي بالفطرة لديه قدرة على التطور أسرع بكثير، لذلك لابد أن تتحول المناهج الإعلامية من التلقين إلى مرحلة النقاش، فمسألة أن المعلم هو المولد وهو من يمتلك المعلومة لم تعد منطقية؛ لأن الجيل الحالي عنده ثقة كبيرة في نفسه وقدرة تكنولوجية تتخطى قدرة الأكاديميين والإعلاميين أنفسهم.
وأشارت إلى أن المسئولية فيما يتعلق بتحقيق المعلومات لا يجب أن تلقى على الصحفي وحده بل يجب أن تتحمل المؤسسات جزء منها.