لم تكن عودة سيناء أمرًا يسيرًا، فبعد الانتصار العظيم في حرب أكتوبر 1973، تلتها مفاوضات دقيقة أسفرت عن التحرير من الاحتلال الإسرائيلي عام 1982، وصولًا إلى حسم الأمر بالتحكيم الدولي.
نتذكر حجم البطولات والتضحيات التى قُدمت، لقد دفع المصريون الثمن الغالي من دماء الشهداء، وتظل ذكريات المعارك بكل ما بها من لحظات صعبة وربما حتى قاسية هى أهم ما يحمله المحارب فى خزينة ذكرياته، فهى اللحظات التى يتغير بها معنى كل شىء فى الحياة ومهما منحه العمر من تجارب وخبرات.
ستبقى تلك اللحظات التى كاد يقترب فيها من الموت أو شاهده يسير حيا يقتنص أرواح الأصدقاء والرفاق هى الأقوى والأهم.
مثل هذه الأيام تمثل علامات فارقة فى عمر الوطن يجب أن نتذكر أن مصر بعد هذه الحرب العظيمة تغيرت الاستراتيجيات العسكرية فى العالم، وأن تحرير الأرض جاء أيضا نتيجة لقوة المقاتل المصري الذي لا يهاب الموت. كما تجلت الوحدة العربية فى أروع صورها، وفي ظل الصراع الإسرائيلى الوحشي ضد شعب فلسطين الأعزل يجب أن تكون فرصة لوحدة العرب.
سيناء الغالية عنوان لتاريخ طويل من كفاح الشعب المصري العظيم
ذكرى عزيزة وغالية على قلب ووجدان كل مصري وعربي، الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء الحبيبة مهد الرسالات، ومسرى الأنبياء تلك البقعة المقدسة من أرض الوطن، التي تفيض من بركات الله ورحمته، بأشعة النور الإلهي، الذي تجلى على أرضها المباركة، فزادها مهابة وتقديرًا.
سيناء الغالية عنوان لتاريخ طويل من كفاح الشعب المصري العظيم؛ لأنها مطمع للغزاة، ومحط أنظار الطامحين والطامعين.
يبقى يوم الخامس والعشرين من أبريل كل عام، يومًا مشهودًا في عمر أمتنا يمثل نتاجًا نفتخر به، لحرب أكتوبر المجيدة، ومسيرة السلام والدبلوماسية الطويلة مجسدًا إرادة شعب أبى أن يعيش في ظل الانكسار.
تحرير سيناء كان تحريرًا للكرامة المصرية وانتصارًا لصلابة وقوة الإرادة والتحمل وحسن التخطيط والإعداد والتنفيذ.
عيد تحرير سيناء فرصة لتقديم التحية والعرفان إلى أرواح شهداء مصر الخالدين الذين دفعوا ضريبة الدم فداء للوطن وإلى المصابين الذين قدموا من أجسادهم وصحتهم بغير حساب نقول لهم ولأسرهم.