ميلاد الهاتف.. قصة اختراع غيرت العالم

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!





سلمى محمد مراد



نشر في:
الإثنين 2 يونيو 2025 – 12:28 م
| آخر تحديث:
الإثنين 2 يونيو 2025 – 12:28 م

حدث في مثل هذا اليوم (2 يونيو) منذ حوالي 150 عامًا، عرفت البشرية الهاتف لأول مرة على يد المخترع ألكسندر جراهام بيل، إذ بدأت الحكاية بالصدفة أثناء تجربة للتلغراف التوافقي، حيث اكتشف “بيل” إمكانية انتقال الصوت عبر الأسلاك، فكان ذلك الشرارة الأولى لاختراع جهاز غيّر وجه التاريخ.

ورغم أن الهاتف بدا في بداياته جهازًا مشكوكًا في فائدته أمام التلغراف الذي كان ينقل رسائل مكتوبة واضحة، سرعان ما تحول إلى وسيلة لا غنى عنها. ومع مرور الوقت، تطورت الهواتف بشكل مذهل حتى وصلت إلى صورتها الحالية.

بحسب موقع “ستاتيستا” (Statista)، يستخدم أكثر من 6.92 مليار شخص حول العالم الهواتف الذكية، أي ما يعادل 86.2% من سكان الأرض، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 1.8 مليار مستخدم إضافي بحلول 2029.

كيف سهّل الهاتف حياتنا؟

ساعد الهاتف في تقريب المسافات بين الناس، إذ مكّن الأفراد من التواصل مع العائلة والأصدقاء في أي وقت، حتى لو فرّقتهم المسافات. ومن خلال تطبيقات مثل فيسبوك، وتويتر، وواتساب، صار من الممكن إجراء مكالمات صوتية ومرئية وإرسال رسائل نصية مجانية، وهو ما جعل الهاتف جسرًا للتواصل المستمر.

التعليم للجميع.. من أي مكان

أصبح الهاتف وسيلة للحصول على التعليم دون قيود زمنية أو مكانية. فشبكة الإنترنت تزخر بالمحتوى الرقمي الغني والمتنوع، الذي يلبي جميع الاحتياجات التعليمية. سواء كنت مهتمًا بالعلوم أو اللغات أو أي مجال آخر، يمكنك العثور على كل ما تحتاجه.

كما توفرت تطبيقات تعليمية تشجع الطلاب وتحفزهم عبر اختبارات دورية ممتعة وجذابة، ما يساعدهم على تقييم مستواهم الدراسي بشكل مستمر.

تنظيم حياة الناس.. كل شيء بضغطة زر

ساهمت الهواتف أيضًا في تنظيم حياة الناس اليومية. فمن خلال التطبيقات العديدة، صار بإمكانك حجز سيارات الأجرة، ودفع الفواتير، والتقاط الصور، في أي مكان وزمان.

وتساعد أنظمة تحديد المواقع (GPS) في الوصول لأي مكان في العالم بسهولة، إلى جانب التطبيقات التي تنظم الوقت مثل المنبه والتقويم وساعة التوقف. وأصبح بإمكانك أيضًا إجراء جميع معاملاتك المصرفية دون الحاجة للذهاب إلى الفرع، من المنزل أو المكتب، أو أي مكان آخر.

حين يصبح الهاتف سيفًا ذا حدين

رغم دور الهاتف في تقريب المسافات، إلا أنه تسبب أيضًا في تباعد الناس في الواقع. فقد بات الكثيرون مشغولين بهواتفهم حتى أثناء الاجتماعات العائلية أو تجمعات الأصدقاء.

ويحذر تقرير نشرته منصة “بي بي سي” من أن الإفراط في استخدام الهواتف يؤدي إلى ضعف التركيز وزيادة مستويات التوتر. كما توصلت دراسة بمجلة “جمعية بحوث المستهلك” (Journal of the Association for Consumer Research) إلى أن القدرة المعرفية للبشر تتراجع عندما يكون الهاتف في متناول اليد.

من الكسل العقلي إلى الأرق الصحي

تشير منصة “يو إن سي هيلث توك” (UNC healthtalk) إلى أن الهواتف ساهمت في الكسل العقلي؛ إذ لم نعد بحاجة لتذكر الأرقام أو حتى البحث عن الطريق، فالهاتف يقوم بكل شيء.

وحذر خبراء من أن استخدام الهواتف قبل النوم يؤثر على جودة النوم بسبب الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل الجلطات الدماغية.

الحياة تضيع أمام الشاشات.. تجربة حقيقية

ذكرت “بي بي سي” قصة البريطانية دولسي كاولينج (36 عامًا) التي تخلت عن هاتفها الذكي في عيد الميلاد واستبدلته بهاتف “نوكيا” القديم الذي يقتصر على المكالمات والرسائل فقط.

قررت كاولينج ذلك بعدما لاحظت في أحد الأيام بالمتنزه، أن جميع الآباء حولها يحدقون في شاشات هواتفهم، بينما يتجاهلون أطفالهم. حينها سألت نفسها: “متى حدث ذلك؟”. وتساءلت: “هل سأندم يومًا ما لأني لم أقض وقتًا أطول على تويتر أو يوتيوب بدلاً من أن أعيش حياة حقيقية مع أسرتي؟”.

العودة إلى الواقع.. قرار يحتاج شجاعة

 

ربما حان الوقت لنسأل أنفسنا: هل يمكننا الاقتداء بتجربة كاولينج ونستخدم هواتفنا عند الحاجة فقط؟ أم سنظل أسرى للشاشات، نحيا في عالم افتراضي بينما تضيع لحظات حياتنا الحقيقية؟

‫0 تعليق

اترك تعليقاً