واصلت مازيراتي، العلامة الإيطالية الفاخرة التابعة لتكتل ستيلانتيس، انحدارها الحاد في المبيعات مع بداية عام 2025، مسجلة انخفاضًا بنسبة 48% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
لم تُبع سوى 1,700 سيارة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، في أحدث فصول أزمة ممتدة باتت تُهدد مستقبل العلامة الأسطورية.
عامًا كارثيًا… كما هو متوقع
الأرقام المتدنية لم تفاجئ الإدارة الجديدة. فالرئيس التنفيذي سانتو فيسيلي، الذي تولّى منصبه في أكتوبر 2024، كان قد وصف عام 2025 بـ”العام الكارثي” ضمن خطته الجريئة لإعادة هيكلة مازيراتي.
وتهدف خطته إلى تحقيق ربحية مستدامة بحلول عام 2026.
وتشمل الخطة:
- بناء فريق إداري جديد يعيد صياغة هوية العلامة
- خفض التكاليف التشغيلية بشكل كبير
- إصلاح العلاقة المتوترة مع شبكة التجار
- تحسين التسويق وخفض الأسعار لاستعادة التنافسية
تراجع متواصل… وأرقام محرجة
مازيراتي لم تكن فقط الأسوأ أداءً ضمن مجموعة ستيلانتيس، بل سجلت أرقامًا أدنى بكثير من منافسين مباشرَين مثل فيراري، التي باعت وحدها عددًا أكبر من السيارات في 2024 رغم أسعارها الباهظة.
وبلغت مبيعات مازيراتي الإجمالية العام الماضي 11,300 سيارة فقط، وهو انخفاض بنسبة 57% مقارنة بعام 2023.
في ظل هذه الأرقام، استعانت ستيلانتيس بشركة ماكينزي للاستشارات الإدارية لدراسة مستقبل العلامة، إلى جانب العلامة الشقيقة ألفا روميو، ما أدى إلى انتشار تكهنات حول احتمال بيع أو فصل إحدى العلامتين.
تأتي هذه الأزمة وسط بيئة عالمية غير مواتية. فقد فرضت إدارة ترامب في الولايات المتحدة رسومًا جمركية مشددة على السيارات الأوروبية، مما زاد الطين بلة بالنسبة لمازيراتي التي تعتمد جزئيًا على السوق الأميركية.
وتعد هذه السوق واحدة من أكبر روافد الإيرادات لها.
أما على مستوى المجموعة الأم ستيلانتيس، فالصورة ليست أفضل بكثير.
شهدت معظم أسواقها انخفاضًا في المبيعات، وصلت في بعض المناطق إلى 20%، باستثناء أمريكا الجنوبية التي سجلت نموًا طفيفًا على أساس سنوي.
بين التحديات الداخلية (هيكل إداري منهك، تسويق ضعيف، شبكة مبيعات متصدعة) والتحديات الخارجية (جمارك، ركود سوقي، منافسة شرسة)، تواجه مازيراتي اختبار وجود حقيقي.
يبقى أن نرى ما إذا كان فيسيلي وفريقه سيتمكنون من إنقاذ علامة طالما مثّلت الفخامة الإيطالية بأبهى صورها، أم أن السوق العالمي لن يمنحها الفرصة الأخيرة.