روسيا تدعم الجزائر ضد جرائم فرنسا الاستعمارية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

أكدت روسيا دعمها الكامل للجزائر في مساعيها الرامية إلى حمل فرنسا على الاعتراف بمسؤوليتها عن الجرائم التي ارتكبتها خلال الفترة الاستعمارية، والمطالبة بتعويضات عادلة عن الآثار الكارثية التي خلفها الاستعمار، سواء في الماضي أو الحاضر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريح نقلته قناة “روسيا اليوم”، إن “فرنسا حولت خلال الحقبة الاستعمارية قارة بأكملها إلى قاعدة لاستخراج الموارد، وكانت سياستها الاستعمارية قائمة على أفكار تفوق عرقي وثقافي”.

وأشارت زاخاروفا إلى أن “الجزائر تمثل مثالاً واضحاً على جرائم الاستعمار الفرنسي، فقد كانت قبل الاحتلال الفرنسي مجتمعاً متقدماً، ولم تستعد استقلالها إلا بعد ثورة تحرير وطنية دامت ثماني سنوات، وانتهت باتفاقيات إيفيان عام 1962، بعد 132 سنة من الاحتلال”.

وأضافت أن الجزائر تبذل جهوداً مستمرة لكشف حقائق النضال ضد الاستعمار، وأن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها فرنسا إبان استعمارها للجزائر تمثل جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة التاريخية.

وأوضحت زاخاروفا أن “رغم العدد الهائل من الجزائريين الذين قُتلوا وتعرضوا للتعذيب، فإن الحكومة الفرنسية ترددت حتى وقت قريب في الاعتراف بحجم الجرائم المرتكبة، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيماوية والتعذيب، فضلاً عن التجارب النووية”.

وانتقدت زاخاروفا ما وصفته بـ”السلوك الوقح والصريح من جانب باريس الرسمية، ورفضها تحمل المسؤولية”، مشيرة إلى أن هذا الموقف الفرنسي دفع السلطات الجزائرية إلى البدء في صياغة قانون يجرم الاستعمار.

واختتمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية تصريحها بالتأكيد على أن “فرنسا لم تعد قادرة على قمع استقلال الشعوب وسيادتها”، مجددة دعم موسكو الثابت للجزائر في مطالبها باعتراف باريس بجرائمها الاستعمارية، والحصول على تعويضات عادلة عن آثارها المدمرة التي لا تزال قائمة حتى اليوم.

شكّل الاحتلال الفرنسي للجزائر، الذي بدأ عام 1830 واستمر لمدة 132 عامًا، أحد أطول وأقسى أشكال الاستعمار في التاريخ الحديث. 

‫0 تعليق

اترك تعليقاً