سلمى محمد مراد
نشر في:
الجمعة 22 أغسطس 2025 – 6:00 م
| آخر تحديث:
الجمعة 22 أغسطس 2025 – 6:00 م
استُخدمت تطبيقات الذكاء الاصطناعي لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي للمساعدة في حل المشكلات الطبية الحيوية، ومنذ ذلك الحين توسعت التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتكيفت لإحداث نقلة نوعية في قطاع الرعاية الصحية من خلال خفض الإنفاق، وتحسين نتائج علاج المرضى، وزيادة الكفاءة بشكل عام، بحسب موقع Medtech World.
– فوائد الذكاء الاصطناعي في الطب
ويمتلك الذكاء الاصطناعي الآن القدرة على إحداث نقلة نوعية في الرعاية الصحية، حيث حقق تقدمًا ملحوظًا في مجال الطب مثل التشخيص، وتحليل البيانات، والطب الدقيق، ويُستخدم بالفعل في مجالات تتراوح من فرز المرضى إلى الكشف عن السرطان.
وذكر موقع جامعة هارفارد من قبل أنه في المستقبل القريب قد يستخدم الأطباء نماذج لغة الذكاء الاصطناعي الطبية للاستشارات، متلقين رؤى قيّمة ومساعدة في مختلف جوانب رعاية المرضى.
وقد نرى حتى استخدامًا شائعًا لرسائل مثل: تقديم المشورة بشأن التشخيص والعلاج لهذه الأعراض، إنشاء خطة علاج شخصية بناءً على عمر المريض ونمط حياته، واستخدامه في تحليل الأشعة السينية للكشف عن أي خلل، وتحديد عوامل الخطر من السجل الطبي الإلكتروني للمريض، وكتابة خطاب يشرح الضرورة الطبية لعلاج معين.
– مستشفى بطاقم من الروبوتات الطبية والأطباء الافتراضيين
ونحن اليوم على أعتاب تحقيق هذه الرؤية بعدما أعلنت جامعة تسينغهوا في الصين عن إطلاق أول مستشفى افتراضي بالذكاء الاصطناعي لا يوجد فيه مرضى حقيقيون، فكل شيء عبارة عن محاكاة رقمية، أطباء افتراضيون يعملون في ٢١ تخصصًا ولديهم القدرة على التعامل مع آلاف الحالات في وقت واحد، وبلغت دقة التشخيص ٩٣٪ متفوقة على الأطباء البشر.
– الهدف من إنشاء المستشفى الافتراضي
ويتمثل الهدف من إنشاء المستشفى في تدريب الأنظمة الطبية بأمان وسرعة، ودمج عملاء الذكاء الاصطناعي الافتراضيين والرعاية السريرية والتطبيق التجريبي في العالم الحقيقي في نظام واحد متكامل، والآن يجري تحسين هذه الرؤية واختبارها وتوسيع نطاقها في جميع أنحاء الصين، فيما قد يكون إحدى أكثر المحاولات طموحًا لإعادة تصور الرعاية الصحية الحديثة.
– هل يكون هذا هو نموذج الطب المستقبلي؟
لكن جامعة تسينغهوا توضح أن المشروع لا يزال في بيئة بحثية خاضعة للرقابة، ومن المتوقع أن يتم تحويله إلى نموذج عملي في غضون خمس إلى عشر سنوات من خلال عيادات هجينة تُدار عبر الهواتف الذكية وتصل إلى أبعد المناطق.
وتُعد طموحات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي مذهلة، فمن المتوقع أن تستثمر البلاد أكثر من 1.4 تريليون دولار أمريكي في تطوير الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، وهو رقم يفوق الناتج المحلي الإجمالي للعديد من الدول.
– هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الطبيب؟
بحسب جامعة هارفارد، هناك تكهنات بأن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الأطباء في نهاية المطاف، لا سيما في مجالات مثل الأشعة وعلم الأمراض والأمراض الجلدية، حيث يمكن أن تضاهي قدرة الذكاء الاصطناعي التشخيصية، بل وتتفوق، قدرة الأطباء.
ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن التعاون بين الطبيب والآلة سيتفوق على أي منهما على حدة، ومن غير المرجح أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء تمامًا في أي وقت قريب، فالجوانب الإنسانية للرعاية، بما في ذلك التعاطف والرحمة والتفكير النقدي واتخاذ القرارات المعقدة، لا تُقدر بثمن في توفير رعاية شاملة للمرضى تتجاوز التشخيص وقرارات العلاج.
– التكامل بين الذكاء الاصطناعي والأطباء.. شراكة وليست منافسة
وبحسب الدراسات، يفضل الكثيرون سماع الأخبار من طبيب بشري على الحصول على تشخيص طبي دقيق من ذكاء اصطناعي مُدرَّب على تقديم تعاطف دقيق، لذا بدلًا من استبدال الأطباء كليًا، من المرجح أن يعزز الذكاء الاصطناعي ممارسة الطب، حيث سيستغل الأطباء هذه التقنية لتحسين الرعاية السريرية. وحتى الآن، توصي الجمعية الطبية الأمريكية باستخدام التكنولوجيا لتعزيز الذكاء البشري، لا استبداله.
ومع أن الذكاء الاصطناعي قد يكون موردًا قيّمًا في المجال الطبي، إلا أنه لا يمكن أن يحل محل العنصر البشري، ومع ذلك يمكن، بل ينبغي، استخدامه لتحسين الممارسة الطبية، وتزويد الأطباء بأحدث الأدوات التكنولوجية لخدمة المرضى بشكل أفضل.