ترامب يعتبر الرسوم الجمركية “دواء” ويرفض التفاوض مع أوروبا قبل دفع تعويضات ضخمة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن فرض الرسوم الجمركية على واردات بلاده قد دفع قادة أوروبا إلى الرغبة في التفاوض.

 وأكد ترامب أنه لن يبدأ أي مفاوضات مع الدول الأوروبية إلا بعد أن تدفع مبالغ ضخمة تعويضًا عن استغلال الولايات المتحدة لعقود.

 كما أشار إلى أن الرسوم الجمركية هي “دواء” لمعالجة مشكلات الاقتصاد الأمريكي.

وأضاف ترامب: “من الجنون أن تنفق الولايات المتحدة أموالاً ضخمة لحماية أوروبا من خلال حلف الناتو في وقت تقوم فيه أوروبا باستغلالنا”، مشدداً على أنه تم انتخابه بهدف استعادة الأموال التي تُنفق على أوروبا.

وخلال عودته إلى واشنطن مساء أمس بعد عطلة نهاية الأسبوع التي قضاها في منتجعه في مارالاغو بفلوريدا، تم سؤاله عن التراجع الذي شهدته الأسواق المالية عقب إعلانه فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الأقل على جميع الواردات الأميركية.

 ورد ترامب قائلاً إن الولايات المتحدة أصبحت “أقوى بكثير” بعد اتخاذ هذه الإجراءات، مشيراً إلى أن الانخفاض في الأسواق لم يكن قراراً متعمداً منه، بل يسعى لإيجاد حل “للعجز لدينا مع الصين والاتحاد الأوروبي ودول أخرى”.

وأشار إلى أنه لا يرغب في حدوث أي تراجع في الأسواق، لكن أحياناً “يجب تناول الدواء للشفاء”، مؤكداً أن “الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية”.

وأكد ترامب أنه تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع مع العديد من الأوروبيين والآسيويين، بالإضافة إلى دول أخرى، مشيراً إلى أنهم جميعاً يرغبون بشدة في التوصل إلى اتفاق.

ورداً على سؤال حول إمكانية التفاوض بشأن منطقة خالية من الرسوم الجمركية مع أوروبا، كما اقترح مستشاره إيلون ماسك، كرر ترامب قوله: “أوروبا حققت ثروة على حسابنا وعاملتنا بشكل سيئ للغاية”. وأضاف: “هم يريدون التفاوض، لكن لن يكون هناك أي نقاش حتى يدفعوا لنا الكثير من المال سنوياً… لا أريد أن ينخفض شيء، ولكن أحياناً يتطلب الأمر تناول الدواء لإصلاح الأمر”.

الاضطرابات المالية

أثارت تصريحات ترامب مزيداً من الاضطرابات في الأسواق المالية العالمية، حيث سجلت الأسهم الآسيوية خسائر كبيرة في التعاملات المبكرة، وانخفضت العقود الآجلة للأسواق الأميركية بشكل حاد. وأبدى المستثمرون مخاوفهم من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى زيادة الأسعار، وضعف الطلب، وانخفاض الثقة، وربما ركود اقتصادي عالمي.

كان إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية قد أربك اقتصادات العالم، ما دفع الصين إلى فرض رسوم مضادة وأثار مخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية وركود اقتصادي.

وما زال المستثمرون والقادة السياسيون في حالة من الترقب لمعرفة ما إذا كانت الرسوم الجمركية ستظل قائمة أو إذا كانت جزءاً من نظام تجاري جديد دائم أو مجرد تكتيك تفاوضي للحصول على تنازلات من دول أخرى.

من جهته، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن أكثر من 50 دولة بدأت مفاوضات مع الولايات المتحدة منذ إعلان الرسوم الجمركية. في حين صرح وزير التجارة هوارد لوتنيك بأن الرسوم ستظل سارية “لبضعة أيام وأسابيع”.

كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيطلب إعفاء من الرسوم الجمركية بنسبة 17% على السلع الإسرائيلية خلال اجتماع مرتقب مع ترامب اليوم الاثنين.

وفي إيطاليا، تعهدت رئيسة الوزراء جورجا ميلوني بحماية الشركات المتضررة من الرسوم الجمركية بنسبة 20% المفروضة على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً