دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شركة آبل إلى التوقف عن تصنيع هواتف آيفون في الهند ونقل عمليات الإنتاج إلى داخل الولايات المتحدة، وسط تصاعد التوترات التجارية وسعي الشركات الأمريكية لتجنب الرسوم الجمركية المرتفعة.
وفي مؤتمر صحفي عقد في قطر، كشف ترامب عن مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، أعرب خلالها عن استيائه من خطط الشركة لتوسيع إنتاجها في الهند.
وقال ترامب: “كان لدي مشكلة بسيطة مع تيم كوك أمس، قلت له: يا صديقي، لقد أحسنت معاملتك، جئت إلى هنا باستثمارات بقيمة 500 مليار دولار، والآن أسمع أنك تبني مصانع في الهند، لا أريدك أن تبني في الهند”.
تأتي تصريحات ترامب بعد إعلان “تيم كوك” أمام المستثمرين أن آبل تخطط لتوفير الجزء الأكبر من أجهزة آيفون المباعة في السوق الأمريكي من مصانعها في الهند بحلول يونيو المقبل، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الصين، التي تخضع صادراتها لرسوم جمركية تصل إلى 30%.
استثمار أمريكي غير كاف
على الرغم من أن آبل أعلنت عن استثمار بقيمة 500 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، تشمل تطوير رقائق المعالجة ومرافق تصنيع متقدمة في تكساس مخصصة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، إلا أن الرئيس الأمريكي لا يرى ذلك كافيا.
وصرح ترامب بأن الوقت قد حان لتقوم آبل بتصنيع هواتف آيفون بالكامل داخل أمريكا.
وتشير تحليلات اقتصادية إلى أن تصنيع آيفون في الولايات المتحدة سيزيد من تكلفة الجهاز بشكل كبير، وهو ما يجعل الأمر غير عملي من وجهة نظر الشركة.
في تعليق مثير للجدل، قال ترامب: “تحملنا لسنوات مصانعكم في الصين، لسنا مهتمين الآن بأن تبنوا مصانع في الهند ”الهند يمكنها أن تهتم بنفسها” نحن نريد منكم أن تبنوا هنا”.
جدير بالذكر أن جزءا كبيرا من سلسلة توريد آيفون لا يزال في الصين، حيث تتولى شركة فوكسكون التايوانية تصنيع الغالبية العظمى من الأجهزة في مدينة تشنغتشو المعروفة بـ”مدينة الآيفون”، ورغم توسع آبل في الهند، لا تزال الصين الوجهة الرئيسية لإنتاج أجهزة آيفون المخصصة للأسواق العالمية.
خلفيات سياسية وتجارية
جاءت تصريحات ترامب في وقت تشير فيه التقارير إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والهند، بعد أن عرضت نيودلهي خفض الرسوم الجمركية إلى الصفر على المنتجات الأمريكية، وفقا لما قاله ترامب.
ومع ذلك، فإن نبرة ترامب الحادة تجاه الهند قد تعقد العلاقات بين البلدين، خاصة بعد تصريحات سابقة ادعى فيها التوسط لوقف التصعيد العسكري بين الهند وباكستان مقابل تقديم حوافز تجارية.