في تطور نوعي يعكس توجه دولة الإمارات نحو بناء منظومة تعليمية تستشرف المستقبل، أعلنت الحكومة الإماراتية اعتماد المنهج النهائي لتدريس مادة الذكاء الاصطناعي في جميع المراحل الدراسية الحكومية، من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر، على أن يبدأ التطبيق اعتباراً من العام الدراسي المقبل.
أعلن القرار عبر حساب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، على منصة “إكس”، ويأتي في إطار دعم الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي أطلقتها الإمارات عام 2017 تحت مظلة البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي المعروف باسم BRAIN.
مركز عالمي للذكاء الاصطناعي
وتسعى هذه الاستراتيجية إلى ترسيخ موقع الإمارات كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، عبر مجموعة من المبادرات التعليمية والتدريبية، من بينها تقديم أول برنامج بكالوريوس في الذكاء الاصطناعي على مستوى الدولة، إلى جانب إقامة معسكرات تدريبية صيفية وشتوية مخصصة للطلبة والموظفين الحكوميين، وتأهيل الكوادر الوطنية في هذا المجال الحيوي.
ويتوقع أن يسهم إدراج الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية منذ المراحل المبكرة في تعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليل المنطقي لدى الطلبة، كما يحفزهم على الانخراط في ابتكارات تقنية تخدم قطاعات استراتيجية مثل الصحة، الأمن، التعليم، والخدمات الحكومية.
دعم الاقتصاد المعرفي
وينظر إلى هذا التوجه كخطوة محورية في دعم الاقتصاد المعرفي للإمارات، في ظل النمو المتسارع للاقتصاد الرقمي وازدياد الطلب العالمي على المهارات التقنية المتقدمة.
كما يعزز من تنافسية الدولة على الساحة الدولية، ويجعل من الذكاء الاصطناعي عنصراً جوهرياً في البنية التعليمية والمجتمعية.
تزامناً مع هذه الخطوة، أظهرت بيانات صادرة في فبراير 2025 أن دولة الإمارات احتلت موقعاً ضمن أفضل 10 دول في العالم من حيث عدد شركات الذكاء الاصطناعي لكل مليون نسمة، بحسب “مؤشر تنافسية الذكاء الاصطناعي العالمي” الصادر عن المنتدى المالي الدولي (IFF) ومجموعة المعرفة العميقة.
49 شركة ذكاء اصطناعي لكل مليون نسمة
وبحسب المؤشر، تستضيف الإمارات 49.5 شركة ذكاء اصطناعي لكل مليون نسمة، ما يعكس مناخاً تنظيمياً جاذباً وبيئة أعمال متقدمة، وذلك في مقارنة مع أكثر من 55 ألف شركة على مستوى العالم شملها التقييم وفقاً لعددها، وحجم تمويلها، ومستوى تطورها التكنولوجي.
وأشار التقرير إلى أن الإمارات باتت تُنافس مراكز عالمية كبرى مثل سنغافورة وهونج كونج، مؤكداً مكانتها المتصاعدة في مشهد التحول الرقمي العالمي.
وفي تعليقه على هذه النتائج، قال ديمتري كامينسكي، الشريك العام في مجموعة المعرفة العميقة، إن التقدم الذي أحرزته الإمارات “يعكس تأثير السياسات الاستثمارية المدروسة على بناء نظام بيئي مزدهر للابتكار”، واصفاً التجربة بأنها “نموذج واقعي لترجمة الرؤى الاستراتيجية إلى نتائج قابلة للقياس”.