اجتماعات ومفاوضات.. محطات بارزة بتعاون مصري قطري للوصول إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة في 15 يناير 2025

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!





منار عبدالسلام



نشر في:
الأحد 13 أبريل 2025 – 12:44 م
| آخر تحديث:
الأحد 13 أبريل 2025 – 12:46 م

يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، اليوم الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة، في مستهل جولة خليجية تشمل دولتي قطر والكويت.

وصرّح السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأنه من المقرر أن يلتقي الرئيس خلال الزيارة بأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، للتباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، ومناقشة التطورات الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. كما سيعقد الرئيس لقاءً مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري لبحث فرص التعاون الاقتصادي.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس سيتوجه بعد ذلك إلى الكويت، المحطة الثانية في جولته الخليجية، حيث تأتي هذه الزيارة تأكيداً على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وحرصهما المشترك على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري.

وشهدت العلاقات بين البلدين تطورات إيجابية في الفترة الأخيرة بوتيرة طيبة، من حيث تبادل للزيارات واستئناف لأطر التعاون المشترك لتعزيز العلاقات الثنائية، بما يخدم تطلعات الدولتين، خاصةً في ضوء الدور الاستراتيجي والمحوري الذي تقوم به مصر في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي وفي إطار الدفاع عن قضايا الأمة العربية، خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية وحرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر لعام 2023 وحتى الآن.

ونرصد في التقرير التالي أبرز الجهود التي تمت بين مصر وقطر للوصول إلى وقف إطلاق النار بغزة:-

-في 3/6/2024 عقد وزراء خارجية مصر، وقطر، والأردن، والسعودية، والإمارات اجتماعاً افتراضياً، ناقشوا خلاله تطورات جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر وأمريكا للتوصل لصفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وإدخال المساعدات بشكل كافٍ إلى قطاع غزة.

وأكد وزراء خارجية الأردن والإمارات والسعودية دعمهم لهذه الجهود.
كما شدد وزراء خارجية مصر، وقطر، والأردن، والسعودية، والإمارات على أهمية التعامل بجدية وإيجابية مع مقترح الرئيس الأمريكي بهدف الاتفاق على صفقة تضمن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وإيصال المساعدات بشكل كاف إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وبما ينهي معاناة أهل القطاع.

وأكد الوزراء ضرورة وقف العدوان على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها، وعودة النازحين إلى مناطقهم، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من القطاع، وإطلاق عملية إعادة إعمار في إطار خطة شاملة لتنفيذ حل الدولتين وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبتواقيت محددة وضمانات ملزمة.

وشدَّد الوزراء على أن تنفيذ حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، هو سبيل تحقيق الأمن والسلام للجميع في المنطقة.

-في 2/6/2024 صدر بيانا صحفيا مشتركا عن جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية يقول: “تدعو كل من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية ودولة قطر مجتمعين، بصفتهم وسطاء في المناقشات الجارية لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، كلاً من حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حدَّدها الرئيس بايدن آنذاك في 31 مايو 2024”.

فى 19/11/2023 زارت لولوة الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي لدولة قطر مصر، لإيصال المساعدات القطرية لمطار العريش ومعبر رفح، استقبلها سامح شكري وزير الخارجية.

تناولت المناقشات بين الوزيرين بشكل مستفيض سبل تنسيق الجهود المشتركة لتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، حيث أكد الوزير شكري أن الكارثة الإنسانية التي تحيط بسكان قطاع غزة تتطلب دخول المساعدات بشكل كامل وآمن ومستدام، منوهاً لأهمية عدول قوات الاحتلال الإسرائيلية عن تعمد حجب جزء من المساعدات أو تأخير دخولها للتضييق على سكان القطاع، وخلق أوضاع غير محتملة للفلسطينيين في غزة.

تبادل الوزيران التقييم حول التحركات والاتصالات التي تضطلع بها مصر وقطر على مسار وقف الحرب في غزة، حيث أكدا حتمية تحقيق الوقف الفوري غير المشروط لإطلاق النار، واضطلاع الأطراف الدولية بمسئولياتها إزاء وقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين والمنشآت المدنية بالمخالفة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وضرورة محاسبة مرتكبيها، وامتثال إسرائيل لالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.

ولعبت مصر منذ بداية اشتعال فتيل الحرب في غزة دورا كبيرا من أجل اعادة الاستقرار لقطاع غزة وحتى التوصل إلى اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى في 15 يناير 2025.

كما لعب الرئيس عبد الفتاح السيسي دورا هاما مع الأجهزة المعنية في متابعة المفاوضات التى تمت، والتحرك على المستويات الخارجية، أبرزها مؤتمر القاهرة الدولي للسلام الذي عقد تحت رئاسته وحضره ممثلو 34 دولة في 21 أكتوبر 2023 أي بعد أسبوعين فقط من اندلاع الحرب.

-محطات تفاوض بارزة.. وصولا لاتفاق 15 يناير 2025

بذلت مصر جهودا مضنية على مدار الأشهر السابقة في التوصل إلى توافق على بنود الهدنة.

الهدنة الأولى تمت في 24 نوفمبر 2023 بجهود مصرية قطرية أمريكية واستمرت عدة أيام إلى أن تمت خرقها، تم فيها تبادل عدد من الأسرى ووقف مؤقت لإطلاق النار، وإدخال أطنان من المساعدات من مصر والدول الأخرى.

-يناير 2024

شهدت العاصمة الفرنسية اجتماعا دوليا بمشاركة ممثلين من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف وضع إطار تفاوضي لإقامة صفقة تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل، ورغم الاتفاق المبدئي على إطار التفاوض، رفض الطرفان المعنيان مخرجات الاجتماع.

ونص المقترح على صفقة تبادل للأسرى ووقف للحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة والسماح بعودة النازحين والبدء في إعادة الإعمار.

– شهد فبراير 2024 سلسلة من المحادثات والمفاوضات في القاهرة، تنوعت بين لقاءات الوسطاء وجولات تفاوض غير مباشرة بمشاركة ممثلين عن حماس وإسرائيل، مع استمرار المحادثات تلك الفترة في القاهرة والدوحة، استضافت القاهرة اجتماعا عربيا بمشاركة السلطة الفلسطينية، ركّز على سبل إقامة هدنة إنسانية في القطاع، بهدف إنقاذ من بقي وتخفيف المعاناة الإنسانية عليهم.

وأخيرا.. وبعد 15 شهرا من الحرب على غزة في 15 يناير 2025، تم التوصل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

-15 يناير 2025.. الإعلان رسميا عن الاتفاق وبنوده

رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد جهود مضنية على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية قطرية أمريكية.

وأكد الرئيس السيسي أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، وذلك دون أي عراقيل، لحين تحقق السلام المستدام من خلال حل الدولتين، ولكي تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية في عالم يتسع للجميع.

وشدد الرئيس السيسي على أن مصر ستظل دائماً وفية لعهدها، داعمة للسلام العادل، وشريكاً مخلصاً في تحقيقه، ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

-بيان الوسطاء “جمهورية مصر العربية – قطر- الولايات المتحدة الأمريكية”

أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية توصل طرفي النزاع في غزة إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين والعودة إلى الهدوء المستدام بما يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار بين الطرفين، ومن المتوقع أن يبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا من يوم 19 يناير 2025.

ويتضمن الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان ثلاثة مراحل، تشتمل المرحلة الأولى ومدتها 42 يومًا على وقف لإطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.

كما تضمنت المرحلة الأولى تكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود، وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.

وفي هذا الإطار، أكدت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية أن سياستها كضامنين لهذا الاتفاق هي التأكيد على أن جميع مراحله الثلاث ستنفذ بشكل كامل من قبل الطرفين. وعليه، فإن الوسطاء سيعملون بشكل مشترك لضمان تنفيذ الأطراف لالتزاماتهم في الاتفاق والاستمرار الكامل للمراحل الثلاث .

وسوف يعمل الضامنون أيضًا بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول المانحة والشركاء من جميع أنحاء العالم لدعم الزيادة السريعة والمستدامة في المساعدات الإنسانية إلى غزة بموجب الشروط المنصوص عليها في الاتفاق.

وفي هذا السياق، نحث الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي على دعم هذه الجهود بموجب الآليات المتبعة في تنفيذ الاتفاق.

 

-إشادات دولية بالدور المصري والقطري المحوري في اتفاقية الهدنة

-الولايات المتحدة الأمريكية :

أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن آنذاك عن شكره للرئيس السيسي على قيادته، مشيدًا بدور مصر الوسيط طوال العملية التفاوضية .

كما أكد بايدن أن هذه الصفقة لم تكن لتتحقق أبدًا لولا الدور الأساسي والتاريخي لمصر في منطقة الشرق الأوسط .

وأضاف البيت الأبيض، أن الزعيمين بايدن والسيسي، أكدا الحاجة الملحة لتنفيذ صفقة لإغاثة شعب غزة على الفور من خلال زيادة المساعدات الإنسانية عقب وقف إطلاق النار.

الأمين العام للأمم المتحدة :

رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالإعلان عن اتفاق وقف اطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة.

وأشاد بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة وجهودهم المتفانية في التوسط لهذه الصفقة.

-الخارجية السعودية:

ثمنت وزارة الخارجية السعودية الجهود التي بذلتها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 

-قطر:

– أعرب الشيخ تميم بن حمد، أمير دولة قطر، عن أمله “أن يُسهم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في إنهاء العدوان والتدمير والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وتمنى بن حمد، في تغريده على موقع «إكس»، أن يسهم إعلان الاتفاق في بدء مرحلة جديدة لا يتم فيها تهميش هذه القضية العادلة، والعمل الجاد على حلها حلًا عادلًا وفق قرارات الشرعية الدولية .

وأكد أن “الدور الدبلوماسي لدولة قطر في الوصول لهذا الاتفاق هو واجبنا الإنساني قبل السياسي، ونشكر جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية على جهودهما المقدرة”.

– وجه رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشكر لمصر خلال مؤتمر صحفي، مؤكدا أن الجهود المشتركة بين قطر ومصر أسهمت في دفع المفاوضات للأمام.

 

-الأمين العام لجامعة الدول العربية:

رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقدم الشكر والتقديرللدول التي قامت بالوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً